كم تغيرت مشاعري تجاه تلك التي ظهرت على انها رئيسة جامعة كولومبيا واسمها نعمت شفيق .. فقد تمكنت هذه السيدة من ان تبتز اشفاقي عليها حتى صرت أكثر من مشفق عليها لأنها أظهرت قدرة هائلة على الخضوع والركوع والخنوع والاسراع في الاجابة كيلا تصبح ملعونة من قبل الرب .. وكانت مثل تلميذة مؤمنة تتعرض لتوبيخ شديد من قبل أستاذ التربية الدينية .. او من قبل شيخ الجامع .. لأنها لاترضي الله ولاتطيع زوجها ..
مااستفزني في هذه الجلسة الاستجوابية هي أنني رأيت مصر في تلك الجلسة .. فما هو الفرق بين نعمت شفيق والحكومة المصرية؟ الاعلام المصري انبرى بشدة للدفاع عن نعمت شفيق وكان يحس ان نعمت شفيق ضحية واعتبر انها تعرضت للهجوم الديني .. ولكن الاعلام المصري لم يقل الحقيقة .. وهي ان نعمت شفيق لم تمثل الا موقف مصر في الحقيقة .. فالناس ثمرات لأرضهم .. وثمرات لبلادهم .. وثمرات لسياساتهم .. فمصر للأسف لم تقدر ان تفتح معبر رفح .. ولم تقدر ان ترفع صوتها في وجه المجزرة .. رغم ان الدم تسرب من تحت معبر رفح وغمر رمال سيناء .. فكيف لنعمت شفيق ان تأتي بثقافة الرفض والتحدي او الغضب لكرامتها وخصوصيتها طالما انها صارت ترضع ثقافة كامب ديفيد؟؟
سورية تتلقى القصف الجوي .. اسبوعيا .. وتطلق اميريكا عليها كلاب داعش كل أسبوع في الصحراء ينهشون دماء العشرات من أهلها .. والاردن لايقصر بقصف قوافل السلاح التي تحاول عبور الحدود الى الضفة الغربية .. واردوغان يطلق كلابه في الشمال لاشغالها عن نصرة غزة .. ومع هذا لم تقدر ان تقول للامريكي حاضر يابيه .. وبقيت ترسل السلاح الى غزة وتفتح معسكراتها للمقاومين .. ولذلك فان كل من يلتزم بموقف الدولة ويحس انه امتداد لها فانه لم يقبل ان يتصرف بطريقة تنال من كرامته الشخصية ..
وايران تفقد جنرالاتها الكبار في دمشق .. وحزب الله فقد المئات من الشهداء من أجل ان يخفف الضغط عن غزة .. وأما اليمن فانه وقف على باب المندب وخاض في المياه برجليه حافيا ويسبح بين اسماك القرش من أجل أن ينصر غزة .. ولم يقل اي شخص من معسكر المقاومة لامريكا .. حاضر يابيه
فيما بقيت الدول العربية والشعوب العربية مثل نعمت شفيق .. تخضع للاستجواب والابتزاز .. ويأتي بلينكن كل فترة مثل ذلك النائب الجمهوري ويستجوب الزعماء والملوك العرب ويطلب ان يجري امتحانا للطلاب من الشعوب والشخصيات والزعماء العرب كي يعيدوا عليه ماذا حفظوا من سفر التكوين الاصحاح الحادي عشر .. كيف أن الرب سيلعنهم اذا لم يباركوا المجزرة في غزة ..
الكل هو نعمت شفيق .. والكل يتم استجوتبه باحتقار .. والكل عليه ان يؤمن بالأسفار وأن يرمي قرآنه وانجيله في البحر .. وأن يرمي عواطفه في البحر .. والكل عليه ان يبارك المجزرة دون اي تردد او تأتأة ..